|
السكري في دول الخليج النسبة الأعلى في العالم |
الكاتب : . |
القراء :
16354 |
السكري في دول الخليج النسبة الأعلى في العالم بسبب الوجبات السريعة وانتشار السكري - الجيل المقبل في الخليج قد يشهد تراجعاً في متوسط العمر أمراض الأوعية الدموية القلبية تشمل الكثير من الحالات، لكنها ترتبط عادة بانسداد الشرايين نتيجة تراكم الكوليسترول. ويقول: "عظيم" انها تصبح امراضا رئيسة عندما يكون هناك تضييق وانسداد في الشرايين التاجية، وهنك مجموعة من الطرق لمعالجة أمراض لقلب، أولاها إجراء تغييرات في اسلوب الحياة، وثانيها عن طريق الأدوية، وثالثها الخيار الجراحي". يحدث تغيير اسلوب الحياة، إذ يمكن اللجوء الى أكبر مجال لوقف ومعالجة السكر وحالات القلب بنجاح، ويقول عبدالرزاق ان "دول المنطقة تسعى الى توعية المواطنين حول كيفية منع حدوث مثل هذه الحالات المرضية". الإجراءات البسيطة التي تشمل تناول كميات قليلة من الطعام والرياضة هي ابرز التوصيات المقدمة للناس، لكن القول ليس كالفعل، "فالحرارة الشديدة تحول من دون القيام بتمارين رياضية"، كما يؤكد عظيم، مضيفا: "ان ما نحن بحاجة اليه هي المنشآت المناسبة، وهذه تشكل جانبا من عالم الوفرة، فقبل ثلاثين سنة كانت أجهزة الجمنازيوم نادرة لدينا، وتم إقامة عدد كبير منها الآن". ولا توجد دولة ي المنطقة لا تدرك حجم هذه المشكلة، ولاسيما من دول مجلس التعاون والجامعة العربية، إذ اطلق إعلان الحرب على امراض السكر، وكانت الكويت هي المبادرة بهذا الاقتراح، ويدعو الاقتراح الكويتي الى إعطاء مرض السكر الأولوية القصوى، إضافة الى اتخاذ خطوات لتخفيف الأعباء في هذا المجال، وتقليل عدد الوفيات السنوية نتيجة الإصابة بنسبة تصل الى 2 في المئة على مدى عشر سنوات. وقد أدت هذه الجهود الى تزايد ملحوظ في الاستثمار في مجال محاربة امراض السكر، كما يتضح من الحملات الصحية التي تدعمها الدولة وتمويل المراكز المتخصصة بمعالجة هذه الأمراض، وإلزام الجاليات الأجنبية في هذه الدول بالتأمين الصحي الخاص يغطي جانبا من العبء المالي الذي تتحمله حكومات هذه الدول. وهكذا يتحمل القطاع الخاص جزءا من هذا العبء، لكن الدولة تساعد في ذلك ايضا. على اي حال، المواطنون العرب يحتمل انهم اقل تعرضا لهذه الأمراض من الجاليات الأخرى من مختلف الجنسيات، وبذلك فإن الدولة تواصل عملها لتحمل أعباء الرعاية الصحية المتصاعدة، وتقول الدكتورة الخبيرة في امراض السكر ومديرة مركز السكر في الكلية الملكية في لندن مها تيسير بركات، ان "المواطنين في الإمارات العربية المتحدة لديهم استعداد وراثي أكبر للإصابة بهذه الأمراض، وتدل الإحصائيات على ان هذه الأمراض اوسع انتشارا بينهم مما هي بين الجنسيات الأخرى في الإمارات". وقد أقيم هذا المركز التخصصي من خلال الحكومة من قبل احد المطورين، ويعتبر احد مجموعة من المراكز التي توفر العلاج لأمراض السكر، وتوجد في دول مجلس التعاون مراكز مثيلة ايضا. في البحرين هناك مركز الخليج التخصصي لأمراض السكر، والذي انشئ في العام 2004، بالتعاون مع مركز جوسلين المرتبط بجامعة هارفارد. وفي دبي هناك مركز مماثل ايضا، وفي العام الماضي أعلنت المملكة العربية السعودية انها ستمول 20 مركزا متخصصا لمحاربة امراض السكر. بيد ان العلاج ليس ضروريا في حال تم اتخاذ خطوات وقائية ضد مرض السكر، مثل الحملات الصحية والعمل. ان اقناع الناس بالتقليل من تناول الأطعمة والقيام بالتمارين الرياضية، لا يتم عن طريق المال وحده. ويقول عبدالرزاق "يجب علينا تغيير انماط التفكير لدى الناس، وتغيير العادات لدى المواطنين مسألة عسيرة، وهناك برامج تربوية كثيرة يتم تطويرها، لكن لا نعرف فاعليتها، إلا اذا عملت بجد عندما نقوم بدراسة في غضون السنوات القليلة المقبلة".والى ان يتم ذلك، فإن الحكومات والمؤسسات ليس لديها إلا ان تأمل في ان يستمع المواطنون اليها جيدا. النسبة الأعلى في العالم تسجل في جمهورية ناورو - وهي جزيرة تقع في جنوب المحيط الهادي- أعلى نسبة في العالم من الإصابة بمرض السكر، وفق احصاءات الاتحاد الدولي لمرض السكر IDF يعاني أكثر من 30 في المئة من سكانها، الذين يبلغ تعدادهم 14.000 نسمة، هذا المرض. يعتبر العامل الوراثي أحد الأسباب المحتملة، لكن عوامل أخرى ايضا مثل السمنة وقلة ممارسة الرياضة يمكن ان تؤدى الى الإصابة به ايضا، لذلك يجب الا نفاجأ اذا علمنا ان اكثر من 90 في المئة من سكان جزيرة ناورو يعانون الوزن الزائد، وان 60.5 في المئة من الرجال و 55.7 في المئة من النساء مصابون بمرض السمنة. يسبب مرض السكر مضاعفات خطير على الصحة مثل امراض القلب وارتفاع الضغط والفشل الكلوي والعمى، ولذلك يجب الا نفاجأ ايضا اذا علمنا ان مرض السكر ادى الى انخفاض متوسط العمر لدى سكان ناورو ، إذ انه لا يتجاوز 58 سنة للرجال و 65 للنساء. وعليه يجب ان تسبب هذه الإحصاءات قلقا بالنسبة الى حكومات دول الخليج، لأن البلدان الخمس التي تعاني أعلى معدلات الإصابة بالسكر بعد جمهورية ناورو هي من هذه المنطقة: الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الكويت وسلطنة عمان. وتراوح نسب الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر بين 20 في المئة في دولة الإمارات الى 13 في المئة في سلطنة عمان.
وما يثير القلق أكثر بالنسبة الى هذه البلدان هو ان الارتفاع الذي شهدته كان مفاجئا جدا. ويقول يوسف عبدالرزاق، استاذ طب الأطفال والمواليد الجدد في جامعة الإمارات: "منذ ثلاثين عاما كانت الأمراض المعدية هي الأكثر انتشارا، لكن اسلوب الحياة شهد تغيرا كبيرا، فنحن الآن أكثر ثراء، وهذا جعلنا أكثر خمولا، والنتيجة هي ارتفاع نسب الإصابة بالسمنة وارتفاع الضغط والسكر، وهذا يسبب الكثير من المشكلات مثل الفشل الكلوي والعمى ومشكلات في الأعصاب المحيطة، وقد ادركت الحكومة ان هذا الأمر يشكل ازمة كبيرة". وتلقي هذه "الأزمة الكبيرة" بظلالها على التقدم الكبير الذي أحرزته دول هذه المنطقة في مجال محاربة الأمراض المعدية، وتخفيض نسب الوفيات بين الاطفال الرضع والأمهات ورفع متوسط العمر. ويقول الخبراء انه ما لم تتم معالجة هذه المشكلة، فإن متوسط العمر قد يبدأ بالتراجع، "قد يشهد الجيل المقبل للمرة الأولى انخفاضا في متوسط العمر". يقول البروفسور غاري فروست، خبير التغذية في جامعة ساري البريطانية ومستشار مركز امبريال كوليدج لندن لأمراض السكر في دبي: ثمة نوعان من مرض السكر: الأول مرض يصيب جهاز المناعة الذاتية ويؤدي الى تدمير دائم للخلايا البائية المنتجة للأنسولين في البنكرياس. يعتبر هذا النوع مميتا ما لم يتم تدعيم جهاز المناعة بمادة الأنسولين. معظم الأشخاص المصابين به كانوا يتمتعون بصحة جيدة ووزن طبيعي لحظة اصابتهم بالمرض. واتباع الحمية وممارسة الرياضة لا يخففان من النمط واحد من مرض السكر ولا يقيان من الاصابة به. والنوع الثاني اضطراب استقلابي يتميز أساسا بنقص الأنسولين ومقاومة الجسم له، ما يؤدي في النهاية الى زيادة نسبة سكر الغلوكوز في الدم. وقد ارتفعت نسبة الاصابة بهذا المرض في الدول المتطورة بدرجة حادة دعت "المركز الأميركي للرقابة على الأمراض" إلى وصف الوضع بـ "الوباء". لكن لماذا يتسارع معدل الاصابة بهذا المرض في الشرق الأوسط بشكل أكثر من باقي مناطق العالم؟ يعزو الخبراء السبب إلى مجموعة عوامل، أهمها العامل الوراثي. فبعض الناس معرضون بطبيعتهم للاصابة أكثر من غيرهم. ويبدو ان سكان الشرق الأوسط وجنوب آسيا يقعون ضمن الفئة المعرضة أكثر من غيرهم. وتدل الاحصائيات بشكل مؤكد على ان الشخص من أصل عربي معرض للاصابة أكثر من الشخص الأوروبي الذي يقع ضمن الفئة نفسها من العمر والجنس والحجم. مزيج وراثي على عكس أمراض مثل سرطان الثدي، لم يتم حتى الآن ربط مرض السكري بمورثة محددة. ولكن يمكن إيعاز المرض الى جملة من العوامل الوراثية غير المفهومة حتى الآن. ووفقا للدكتور مجيد عزيم من مركز السكري في كلية امبيريال في لندن، فقد تم أخيرا تحديد إحدى الموروثات الأساسية المؤثرة.ولكن لو وضعنا مسألة الوراثة جانبا، يبدو ان تناول الطعام بشكل زائد والسمنة الزائدة تشكل أحد الأسباب الرئيسة للاصابة بالنوع 2 من السكري. وتدل الدراسات على ان بعض الشعوب يستطيع حرق السعرات الحرارية الزائدة بشكل أفضل من الآخرين. ومن المعروف ان شعوب الشرق الأوسط لم تكن تتناول الطعام بكميات كبيرة في السابق، ولذلك كانت اجسامهم تتمتع بكفاءة في هضم الطعام، واعتادت المورثات على العيش وفقا للحد الأدنى من الغذاء. ولكن تغيرت العادات فجأة، وأخذ الناس يأكلون بكميات كبرية زائدة على المعتاد وبدأت السمنة بالظهور. وقد أدى دخول الوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية الى التأثير سلبا في النظام الغذائي للسكان. كما تغيرت طبيعة الطعام المحلي ايضا وتغيرت مكوناته وازدادت نسبة الدهون فيه، خصوصا ان الناس في الشرق الأوسط ينظرون إلى غنى الطعام بالزيوت والدهون كدليل على الثراء والوفرة. وخصوصا ان الكربوهيدرات رخيصة الثمن وسهلة الانتاج، في حين تعتبر عملية استخراج الزيوت والدهون من الحيوانات مكلفة. تجري الآن دراسات على أنواع الطعام التي تصنف على أنها خطرة وتحديد الأصناف التي تسبب ارتفاع معدلات السمنة في الشرق الأوسط. فمن المعروف ان تناول كمية متساوية من السعرات الحرارية يؤدي الى زيادة متساوية في الوزن، ولكن لم تحدد حتى الآن علاقة مصدر هذه السعرات الحرارية بمرض السكري. أما النقطة الأخرى التي لا تلقى اهتماما كافيا، فهي علاقة مرض السكري بأمراض القلب. فوفقا للاحصائيات، يصل معدل الوفيات لدى مرضى السكري ذات المنشأ القلبي الى 50 في المئة من اجمالي الوفيات المتعلقة بمرض السكري. ولذلك يتوقع ان تصبح الأمراض القلبية أحد الأسباب الرئيسة للوفيات في منطقة الخليج. وفي الإمارات العربية المتحدة تحتل امراض القلب والشرايين المرتبة الأولى في تسبب الوفاة تليها حوادث الطرق ثم السرطان.
في السكري.. وأحواله ينتشر مرض البول السكري في جميع بقاع العالم ويصيب الأغنياء والفقراء، الصغار والكبار، الرجال والنساء. ويلاحظ ازدياد انتشار مرض البول السكري مع تقدم الحضارة، رغم انه كان معروفا قبل آلاف السنين. وربما يكون وراء الانتشار الكبير تغير نوع الطعام، والرفاهية، والتدخين، والشدة النفسية، والقلق، والسمنة، وأسباب أخرى. ولذلك تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يتضاعف عدد المصابين بمرض البول السكري الى 239 مليون شخص بحلول العام 2010. العلاقة بين الأنسولين والسكر يحتوي جسم الانسان الطبيعي على كمية محددة من السكر في الدم تراوح عند شخص صائم ما بين 70 - 120 ملغرام لكل 100 مل "أو سنتيمتر مكعب" من بلازما الدم، أو بالمقياس الآخر تكون من 3.5 إلى 6.7 ملي مول للتر الواحد. وهذه الكمية قابلة للزيادة والنقصان وفق كمية ونوعية الغذاء المتناولة. ولكي يستطيع الجسم استعمال الجلوكوز كمصدر للطاقة فلابد من وجود هرمون الانسولين Insulin الذي يساعد على دخول الجلوكوز الى داخل الخلية وبدء عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز لإنتاج الطاقة الحرارية. وتتم عملية دخول الجلكوز الى داخل الخلايا بواسطة مستقبلات خاصة بالانسولين على سطح الخلايا. أي فقط بوجود الأنسولين على المستقبلات الخاصة به على سطح الخلايا يتم نفاذ الجلوكوز الى داخل الخلايا. هنا نستطيع أن نقول أن داء السكري هو عبارة عن ارتفاع نسبة السكر في الدم فوق المعدل الطبيعي نتيجة نقص في افراز هرمون الأنسولين أو عدم فاعليته أو كليهما معا. وإذا عرفنا أن أي كمية من الطعام يتناولها الإنسان، وخصوصا إذا كان يحتوي على مواد نشوية أو سكرية كما هو الحال في الطعام العادي، تؤدي الى ارتفاع كمية السكر عن الحد السوي، وهذا يؤدي الى استثارة مستقبلات خاصة تحرك البنكرياس Pancreas على افراز هرمون الانسولين Insulin الذي يتدخل بآليات معقدة ليعيد كمية السكر الى الحدود السوية. وكذلك إذا عرفنا أن الكبد ومجموعة كبيرة من الهرمونات تتدخل في هذا العمل، أدركنا أهمية السكر في الدم وعرفنا تفسير ترافق مرضى السكر مع الكثير من أمراض الغدد الصماء والكبد وكذلك اضطراب هذه الأجهزة إذا كان الداء السكري هو المرض الأولي الذي له علاقة بالأنسولين والبنكرياس. فما هو البنكرياس؟ وما هو الأنسولين؟ وما علاقتهما بمرض البول السكري؟ البنكرياس عضو فريد يقع في أعلى البطن من جسم الإنسان وقريبا من المعدة، ويحتوي على غدد قنوية تعرف باسم الغدد النسخية، تفرز عصارة البنكرياس في الاثنى عشر. وتحتوي هذه العصارة على أنزيمات لهضم الطعام، كما يحتوي البنكرياس على غدد صماء تعرف بجزر لانجرهانز Langerhans وهي تحتوي على خلايا بيتا beta التي تفرز هرمون الأنسولين الذي ينظم السكر في الدم، وتحتوي ايضا على خلايا ألفا alpha التي تفرز هرمون معروف باسم جلوكاجون glucagon له مفعول معاكس لمفعول الأنسولين. كيفية المحافظة على توازن السكر في الدم إن معدل سكر العنب "الجلوكوز" في دم الإنسان السليم ثابت، ويبلغ نحو جرام واحد لكل كيلو جرام من بلازما الدم، إلا أن هذه النسبة وسطية، لأن نسبة سكر العنب قد ترتفع بعد وجبة غنية بالسكر والنشاء مثلا، وقد تنخفض هذه النسبة قليلا إذا امتنع الشخص عن تناول الكربوهيدرات كالسكر والخبز والأرز. وفي مطلق الحالات لا يحتمل دم الانسان نسبة عالية من سكر العنب "الجلوكوز". فإذا ارتفعت نسبة سكر العنب عن معدل 1.8 جرامات بالألف، تقوم الكليتان بطرح الفائض في البول، وتسمى هذه الحالة المرضية بالبول السكري "داء السكري". |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|