|
العلاج والوقاية من مشاكل القدم السكرية |
الكاتب : د. عبد الحفيظ خوجة |
القراء :
8448 |
العلاج والوقاية من مشاكل القدم السكرية وسيلة جديدة لشفط وتفريغ الهواء الجزئي السالب تسرع الالتئام
جدة: د. عبد الحفيظ خوجة القدم السكرية هي إحدى المضاعفات الصحية الكبيرة والخطيرة التي تصيب قدمي مريض السكري. ويبدأ ظهور المرض من خلال ظهور بعض الأعراض المرضية في القدم المصابة كالتورم والقروح والجروح نتيجة الإعتلال العصبي أو قصور الدورة الدموية أو الالتهابات الجرثومية . وتحدث هذه الحالة نتيجة عدة أسباب، كالتهاب الأعصاب الطرفية الذي يؤدي عادة إلى فقدان الإحساس أو نقصه لدى مرضى السكري، اختلال وظائف الجهاز العصبي السمبثاوي والباراسمبثاوي، مما يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف الحمائية اللازمة للحفاظ على سلامة القدمين، خاصة الإحساس بالألم وإفراز ما يكفي من العرق من أجل ترطيب الجلد. وقد يحدث المرض بسبب ضيق أو انسداد الشرايين الطرفية التي تغذي الساقين من تحت الركبتين. ويزداد خطر الإصابة بقرحة القدمين عندما ينتعل مريض السكري حذاء جديداً، ويمشي به مسافة طويلة في مرحلة من مراحل داء السكري التي يقل فيها الإحساس وتضطرب الدورة الدموية في القدمين، فقد يكون الحذاء صلباً أو ضيقاً وبالتالي يكون مؤذيا، فيسبّب القروح والجروح ويقلّل من دوران الدم في القدمين، كما أن الحذاء الجديد الضيّق لا يساعد على التئام الجروح أو القروح إن هي ظهرت في القدم، بسبب قلة تدفّق الدم في الجلد وزيادة الضغط على أخمص القدم بسبب وزن الجسم، وقلة التهوية داخل الحذاء، وزيادة السكر في الجلد.
أما عن العامل المسبب، فهو ميكانيكي مثل الكدمات أو الإحتراق بماء ساخن، أو مادة من موادالتنظيف، حيث يمكن أن تحدث الإصابة بسبب عدم الإحساس بالألم. كما إن هناك سببا آخر على درجة من الأهمية وهو العدوى الجرثومية التي تسبب اهتراء أنسجة القدم المصابة "قرحة القدم". لذا يجب فحص الاقدام كلّ يوم واستخدام مرآة للنظر إلى مؤخرة القدمين، واستشارة الطبيب عند الاحساس باحمرار أو ورم أو ألم أو تخدر أو توخّز في أيّ جزء من القدم. كما يجب عدم معالجة أية تغيرات في جلد القدم بطريقة عشوائية وبدون استشارة الطبيب أولاً. وينصح مرضى داء السكري بقص الأظافر باستقامة لتجنّب الأظافر الملتحمة بالجلد، وعدم وضع القدمين أمام المدفأة مباشرة في أوقات الشتاء لتدفئتهما مع عدم المشي حافياً، عدم لبس الأحذية بدون الجوارب، أو لبس الصنادل أو الأحذية المفتوحة الأخرى من جهة الأصابع، مع تجنّب الأحذية ذات الكعب العالي أو الأحذية ذات الأصابع المدببة أو محددة الأصابع. مضاعفات السكري أوضح الدكتور نشأت علي غندوة استشاري الجراحة العامة ورئيس وحدة علاج القدم السكرية بمستشفى الملك فهد بجدة، على أن ارتفاع نسبة السكر في الدم وعدم التحكم الجيد في هذا المرض يؤديان إلى مشاكل متعددة في أعضاء وأنسجة الجسم، وتأتي في مقدمتها المشاكل التي تصيب الأطراف السفلية، ومن أهمها: o ـ اعتلال الأعصاب الطرفية ونقص الإحساس. o ـ اعتلال الأوعية الدموية ونقص التروية الدموية. o ـ حدوث الالتهابات الجرثومية نتيجة ضعف المناعة. o ـ حدوث القروح والجروح بالقدم. o ـ حدوث تشوهات في مفاصل وعظام القدم المصابة يؤدي إلى حدوث القدم المتورمة (قدم شاركو Charcot"s foot).
ويؤكد الدكتور نشأت غندوة أن القدم السكرية مشكلة كبرى تصيب المريض نتيجة عدم الوعي الكافي بها، فنصف المرضى لا يعرفون أنهم مصابون بالقدم السكرية، لذا فهم معرضون بفقد أقدامهم أكثر بـ 25 مرة من الأشخاص العاديين، وفق دراسات عالمية حديثة. وهي تشير أيضا الى أن حدوث القدم السكرية لدى مرضى السكري، شائع بنسبة 25 إلى 30 بالمائة، وقد ترتفع نسبة تلك الإصابات مما يؤدي للقروح والالتهابات للقدم، وهذا قد يستدعي البتر في العديد من الحالات، ويمكن تفاديها بالتوعية والعناية الطبية السليمة والسريعة. ويضيف د. غندورة أن القدم السكرية قد أصبحت السبب الأول والرئيس لبتر القدم، بناء على البحث والدراسة التي أجريت في مدينة جدة وشارك فيها د. غندورة مع أ.د. حسن الزهراني. وقد كان السبب الأول لبتر القدم السكرية هو تجرثم والتهاب قرحة القدم السكرية بنسبة 82 بالمائة، وضعف الإحساس كان في المرتبة الثانية بنسبة 59 بالمائة، أما قصور التروية الدموية فكان في المرتبة الثالثة بنسبة 38 بالمائة. الوقاية وعن طرق الوقاية من حدوث مشاكل القدم السكرية، يشدد د. نشأت غندورة على ضرورات: o ـ التحكم الجيد بنسبة مستوى السكر في الدم وضبطه في المستوى الطبيعي أو قريباً من فهو أفضل وسيلة لحماية القدمين. o ـ تعليم وتوعية المريض حول مضاعفات القدم السكرية. o ـ التعرف المبكر على حالات الالتهاب الجرثومي في القدم ومعالجتها. o ـ علاج التقرحات بواسطة اختصاصي القدم السكرية. o ـ لبس أحذية مناسبة للقدم بحيث تكون مريحة وغير ضيقة. o ـ لبس الجوارب القطنية المناسبة وغسلها يوميا. o ـ غسل القدمين يوميا، وتجفيفهما جيدا، خاصة بين الأصابع. o ـ التوقف عن التدخين، لأن التدخين له دور في اضطرابات جريان الدم في القدم. o ـ العمل على إنقاص الوزن لتخفيف الضغط عن القدمين. o ـ قص أظافر القدمين بصورة مستقيمة وبشكل سطحي. o ـ استعمال زيت أو مرطب خاص للقدمين بغرض حفظهما ناعمتين ورطبتين. o ـ تجنب المشي حافي القدمين تفاديا للجروح والقروح. - عدم تعريض القدمين للمياه الساخنة أو حتى استخدام قربة المياه الساخنة عليهما. o وأخيرا يجب أن تكون الوقاية من مشاكل القدم السكرية هدفاً رئيسياً لمريض السكري وأن يذهب إلى استشاري الجراحة للكشف ومعرفة الأسباب فور حدوثها. طرق العلاج o التحكم الجيد في السكري وضغط الدم والدهون. o ـ إزالة الضغط عن القدم في حالة حدوث قرحة بالقدم، وهذه أهم خطوة نحو علاج القدم السكرية، وذلك لإتاحة الفرصة لالتئام الجروح أو التقرح. ومنها التقليل من الوقوف والمشي، والقولبة التامه(التجبيس)، واستخدام احذيه خاصة مؤقتة، وتفصيل قوالب داخليه للاحذيه. o ـ تعديل سريان الدم وعلاج انسداد الأوعية الدموية إن وجد لتحسين مستوى التروية الدموية بالجرح. o ـ علاج الالتهاب الجرثومي عن طريق معالجة الالتهابات بواسطة المضادات الحيوية المناسبة. o ـ إزالة الأنسجة الملتهبة والخلايا الميتة والمتعفنة. o ـ تنظيف وتضميد الجروح والقرح وإزالة الجلد القاسي. o ـ مراقبة الجروح بصوره منتظمة. o -استخدام الضمادات الماصة وغير اللاصقة ذات المسامات الواسعة. المهم هنا انه يجب على مريض السكري المحافظة التامة على قدميه مثل عينيه وعدم استسهال القروح او الجروح السطحية وعلاجها مبكرا قبل أن تتفاقم المشكلة وتصل الجرثومة إلى العظام وعندها لا مناص من البتر، فلينتبه المريض إلى أهمية التشخيص والعلاج المبكر. كما يطالب الجراحون مرضى القدم السكرية بان يتحلوا بالصبر والمعنويات العالية التي تساعد على تقوية الجهاز المناعي ومن ثم القضاء على الجراثيم الفتاكة وهو ما اثبت علميا في الكثير من الدراسات. جريدة الشرق الأوسط |
أطبع
المقال |
أرسل المقال لصديق
|
|